موقع همسات شاعر  
 
  سبحان الله 11/27/2024 12:57pm (UTC)
   
 

سبحان الله      ندى البليسان
اللهم أجعل قلبي صافياً شفافاً حتى يشع نورك من خلاله

الله في السماء نور وفي الدجى حبور ... الله في عقلي ضياء وفكر منير ... يعطي يجود لي بالعطاء فأنسكب في ضيائه ونوره ... إشراقة تتلوها إشراقة وبزوغ يتبعه بزوغ وفجر ينتظر فجراً ... أنتظر الآتي القادم من العدم ، من بين طيات الزمن ... أنتظره إنتظار المشتاق بلوعة ووجد ، بلهفة وحب .

            وقبل أن يطل وقبل أن يهل وجه ذلك النهار ... أراه قبل كل ذلك ساكناً في داخلي متحركاً حولي ، ومن أمامي ومن خلفي ، وعن جانبيّ فأبصره نعيماً ، ألقاه أملاً وحباً أجده .

            هو الله الذي لا تدركه الأبصار ... مع ذلك فإني أبصره ... لا بالعين أراه ولا باللمس أجده ، بل أراه في داخلي جزءاً من روحي ، لا بل هو روحي كلها ... وأين أنا منه هو الروح  وصاحب الروح ومعطي الروح وباذلها ... أما أنا الفاني الذي لا يدوم ، الجسد الزائل الضعيف القوى الصغير الكبير ... مــاذا أنـــا ؟1؟! . الفناء يشدني  والعدم سمتي وسمة الوجود ... هكذا خلقت إنساناً ضعيفاً متقاعداً متقاعساً حتى عن معرفة ذاته ... وما لي لا أبحث عنها ، وما لي لا أتتبع آثارها علّي أُبصرها ... هي ذاتي هي أنا التي خلقها هو وأعطاها كل شيء ... الحياة ، الوجود ، الجهل ، الجسد ، الطموح ،الرغبة ، التساؤل ، المعرفة ، الجهل ، الظلام ، النور أعطاها كل شيء حتى الخلود والزوال ... هي ذاتي هي جزء من ذوات الآخرين،  تنسى كما ينسون ، تحب كما يحبون ، تشتهي كما يشتهون ، تغني كما يغنون ... لكنها  ، بإرادتي ،  بإيماني  ، بيقيني تحيا لا كما يحيون بل كما يريد لها الخالق أن تحيا وأن تدوم .

            هي ذاتي وكلنا نذوب في ذواتنا كذوبان الجليد في الماء ... ونحترق في ذواتنا كإحتراق الحطب الهشيم ... ونموت في رفاتنا فلا خلود ولا بقاء ... إلا  لمن يشاء له إيمانه بأن يعيش ولمن يسمح له يقينه بالبقاء ... لأنه سيحيا في الآخرين وسيعيش في ذوات الآخرين ... وسيبقى خالداً فيهم ما دامت السماء والأرض  باقيا.

ندى البيلسان

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Today, there have been 62 visitors (69 hits) on this page!
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free